الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
*2* 1383- دَرْدَبَ لَمَّا عَضَّهُ الثَّقَافُ. يقال: دَرِب بالشيء، ودَرْدَبَ به، إذا اعتاده وضَرِىَ به، ودَرْدَبَ: أي خضع وذلَّ. والثِّقَافُ: خشبة تُسَوَّى بها الرماح. يضرب لمن يمتنع مما يُرَاد منه، ثم يَذِلُّ وينقاد. 1384- دُونَهُ بَيْضُ الأَنُوقِ. الأنوق: الرَّخَمة، وهي تضعُ بيضَها حيث لا يوصَلُ إليه بُعْداً وخَفَاء. يضرب للشيء يتعذر وجوده. ويُقَال أيضاً: 1385- دُونَهُ النَّجْمُ. فيجوز أن يُرَاد به الجنسُ، ويجوز أن يراد به الثُّرَيَّا. وقد يقال: 1386- دُونَهُ العَيُّوقُ. هو الكوكب المعروف. 1387- دَهَنْتَ وأحْفَفْتَ. يقال: حَفَّ رأسه يَحِفُّ حُفُوفا، إذا بَعُدَ عهدُه بالدهن، وأحْففته أنا. يضرب للرجل يحسن القولَ في وجهك ويَحْفِر لك من خلفك. 1388- أدْنَى حِمَارَيْكِ فَازْجُرِي. أي اهتمِّي بأمرك الأقرب، ثم تناولي الأبْعَدَ. 1389- أَدْرِكِي القُوِيمَّةَ لاَ تَأْكُلْها الهُوِيمَّةُ. القُوِيمَّة: تصغير قَامَّة، ويعني بها الصبي، لأنه يقمُّ كلَّ ما أدرك يَجْعَلهُ في فيه، فربما أتى على بعض الهوامّ كالعقرب وغيرها، والقمُّ والاقتمام: الأكل، وأنَّث القامَّة أراد الصبية، وصَغَّرها، وخصها لضعفها وضَعْفِ عقلها، والْهُوَيمَّة: تصغير هَامَّةٍ، وهي ما هَمَّ ودب. يضرب في حفظ الصبي وغيره، والمراد به إدراك الرجل الجاهل لا يقع في هلكة. 1390- أَدْرَكَ أَرْبَابُ النِّعَم. أي جاء مَنْ له اهتمامٌ وعناية بالأمر. 1391- دُونَ ذَا ويَنْفُقُ الحمَارُ. زعم الشرقي وغيره أن إنسانا أراد بيع [ص 265] حمار له، فقال لمشوِّر: أطر حماري ولك على جُعْل، فلما دخل به السوق قال له المشوّر: هذا حمارك الذي كنت تصيدَ عليه الوحشَ؟ فقال الرجل: دون ذا ويَنْفُقُ الحمار، أي الزم قولاً دون الذي تقول، أي أقلَّ منه، والحمار ينفُقُ الآن دون هذا التنفيق. والواو للحال، ويروى "دون ذا ينفق الحمار" من غير واو، أي ينفق من غير هذا القول. يضرب عند المبالغة في المدح إذا كان بدونه اكتفاء. 1392- دُرِّي دُبَسُ. قال ابن الأعرابي: تقول العرب للسماء إذا أخالت للمطر: دُرِّي دُبَسُ، وقال غيره: دُبَسُ اسم شاة. يضرب لمن يُكْثِرُ الكلامَ. 1393- دَمِّثْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ النَّوْم مُضْطَجَعا. ويروى "لجنبك" أي استعدَّ للنوائب قبل حلولها، والتدميث: التَّلْيين، والدَّمَاثة والدمث: الين، ويروى أن عائشة رضي الله تعالى عنها ذكرت عمر رضي الله تعالى عنه فقالت: كان والله أحْوَذيّاً نَسِيجَ وَحْدِهِ قد أعَدَّ للأمور أقْرَانَها. 1394- دَقَّكَ بِالمِنْحَاز حَبَّ القِلْقِلِ. ذكرت الأعراب القُدُم أن القِلْقِلَ شجيرة خضراء تنهض على ساق، ولها حب كحب اللوبيا حلو طيب يؤكل، والسائمة حريصة عليها. يوضع هذا المثل في الإذلال والحمل عليه. 1395- دُونَ ذَلِكَ خَرْطُ القَتَادِ. الخَرْطُ: قَشْرُكَ الوَرَقَ عن الشجرة اجتذاباً بكَفِّك، والقَتَاد: شجر له شوك أمثال الإبر. يضرب للأمر دونه مانع. 1396- أدْرِكْنِي وَلَوْ بِأحَدِ المَغْرُوَّيِنْ. المَغْرُوّ: السهم المَرِيشُ. قال المفضل: كان رجلان من أهل هَجَرَ أخوان ركب أحدهما ناقة صعبة، وكانت العرب تُحَمِّقُ أهل هَجَر، وأن الناقة جالت، ومع الذي لم يركب منهما قَوْس، واسمه هُنَين، فناداه الراكب منهما فقال: يا هُنَيْن ويلك أدركني ولو بأحد المغروَّيْنِ، يعني سهمه، فرماه أخوه فصَرَعه، فذهب قوله مثلا. يضرب عند الضرورة ونَفَاد الحيلة. 1397- الدَّمَ الدَّمَ والهَدَمَ الهَدَمَ. جعل الهَدْمَ هَدَماً محرك الدال متابعة لقوله "الدَّمَ الدَّمَ" يعني أني أُبايِعُكَ على أن دَمي في دمكِ وَهَدْمِي في هَدْمك، قاله [ص 266] عطاء بن مصعب، ونصب "الدم" على التحذير، أي احذر سفكَ دمي، فإن دمي دمُك وكذلك هدمي هدمك. يضرب عند اسْتِجْلاَب منفعة للوِفاق والاتحاد. 1398- درَّتْ حَلُوبَةُ المُسْلِمِينَ. يعني بذلك فَيْأهم وخَرَاجَهم حين كثرا. 1399- أَدِرَّهَا وَإِنْ أَبَتْ. يضرب لمن يُلِحُّ في طلب الحاجة، ويُكْرِهُ المطلوبَ إليه على قضائها. 1400- دُهْ دُرَّيْنِ سَعْدُ القَيْنُ. هذا مثل قد تكلم فيه كثير من العلماء، فقال بعضهم: الأصل فيه أن العرب تعتقد أن العَجَمَ أهلُ مَكْر وخَديعة، وكان العجم يخالطوهم، وكانوا يَتَّجِرون في الدُّرِّ، ولا يحسنون العربية، فإذا أرادوا أن يُعَبروا عن العشرة قالوا: ده، وعن الثنين قالوا: دو، فوقع إليهم رجل معه خَرَزَات سود وبيض، فلَبَّسَ عليهم وقال: دُودُرَّيْن، أي نوعان من الدر، أو ده درين، أي قال عشرة منه بكذا، ففتشوا عنه فوجدوه كاذباً فيما زعم، فقالوا: دُهْ درين، ثم ضموا إلى هذا اللفظ "سعد القين" لأنهم عَرَفوه بالكذب حين قالوا: إذا سَمِعْتَ بِسُرَى القَيْن فإنه مُصْبح، فجمعوا بين هذين اللفظين في العبارة عن الكذب، وثنوا قولهم: "درين" لمزاوجة القين، فإذا أرادوا أن يعبروا عن الباطل تكلموا بهذا، ثم تصرفوا في الكلمة فقالوا: دهدرّ، ودهدنّ، ودهدار، وجعلوا كلها أسماء للباطل والكذب. وقال بعضهم: أصله "ده دو" فَثَنَّوه عبارة عن تضاعف معنى الباطل والمبالغة فيه، كما جمعوا أسماء الدواهي فقالوا: الأقْوَرِين، والفتكرين، والبرجين، إشارة إلى اجتماع الشرِّ فيه، ثم غيروا أوله عن دَهْ بالفتح إلى دُهْ بالضم ليكونوا قد تصرفوا فيه بوجه ما. قالوا: وموضع المثل نصب بإضمار أعني أو أبصر، ويجوز أن يكون رفعا على الابتداء، أي أنت صاحب هذه اللفظة، أو مثلُ مَنْ عُرِف بهذا، وسعد: رفع أيضاً على هذا التقدير، أي أنت سعد القين، وحذف التنوين لالتقاء الساكنين. قال أبو زيد في نوادره: يقال للرجل يُهْزَأ منه: ده درين، وطرطبين. قال أبو الفضل المنذري: وجدت عن أبي الهيثم دُهْ مضمومةً وسعد منصوبا، كأنه يريد يا سَعْد مضافاً إلى القين غير معرب، كأنه موقوف، قال: تقال هذه الكلمة عند تكذيب الرجل صاحِبَه. قال أبو الفضل: [ص 267] وقال أبو عبيدة ده درين، قال: وإنما تركوا منها نون القين موقوفة، ولم ينونوا سعدا في هذا الموضع، ونصبوا ده درين على إضمار فعل ينصبه، وهو أعني، قال: وبعضهم يقولون "دُهْدُرَّيْ" بغير نون الاثنين، ومعناه عندهم الباطل، قال الأصمعي: ولا أدري ما أصله، قال أبو عبيد: وأما أبو زياد الكلابي فإنه قال: ده دريه، بالهاء، هذا ما قالوا فيه، ثم صار الدُّهْدُرُّ اسماً للباطل، ثم أبدلوا الراء نونا فقالوا: دُهْدُنٌّ، ومنه قول الراجز: لأجعلَنْ لابنة عثم فَنَّا * حتى يكون مهرها دهدنا أي باطلا، ويقال أيضاً: دهدار بدهدار، أي باطل بباطل، وزعموا أن عدي ابن أرْطَأة الفزاري كتب إلى عمر بن عبد العزيز يخطب هندا بنت أسماء بن خارجة الفَزَاري، فكتب إليه عمر: أما بعد فإن الفزاري لا ينفك والسلام، فلما قرأ عدي الكتاب لم يدر ما أراد، فبعث إلى أبي عُيَيْنة ابن المهلب بن أبي صفْرة، وكان عَلاَّمة، فأقرأه الكتاب، فقال له: قد علمت ما أراد، قال: وما هو؟ قال: عَنَى قولَ ابن داره إن الفَزَاريَّ لا ينفكُّ مُغْتَلِما * من النَّوَاكَة دُهْدَارا بدهدار يقول: باطلا بباطل، أي يأتي باطلا بسبب باطل، وكانت هند هذه تحت عبيد الله بن زياد، ثم زوجها بشر بن مَرْوَان حين قدم الكوفة أميراً، ثم تزوجها الحجاج ابن يوسف. 1401- ادْفَعِ الشَّرَّ عَنْكَ بِعُودٍ أَوْ عَمُودٍ. قال بعضهم: إذا أتاك سائلُكَ فلا تردَّه إلا بعطية قليلة أو كثيرة تقطع بها عنك لسانه فلا يذمك، وقال آخرون: ادْفَعِ الشرَّ بما تقدر عليه. 1402- دَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَرَاتِهِ. النهب: المالُ المنهوب، وكذلك النُّهْبَى والحَجَرَاتُ: النواحي. يضرب لمن ذهب من ماله شيء ثم ذهب بعده ما هو أجَلُّ منه. وهذا من بيت امرئ القيس، قاله حين نزل على خالد بن سَدُوس بن أصمع النَّبْهَاني، فأغار عليه باعث بن حويص وذهب بإبله، فقال له جاره خالد: أعطني صنائعَكَ ورواحلك حتى أطلب عليها مالَكَ ففعل، فانطوى عليها، ويقال: بل لَحِقَ القومَ، فقال لهم: أغرتم على جاري يا بني [ص 268] جَديلة، فقالوا: والله ما هو لك بجار، قال: بلى والله ما هذه الإبل التي معكم إلا كالرواحل التي تحتي؟ قالوا كذلك، فأنزلوه وذهبوا بها، فقال امرؤ القيس فيما هجاه به: وَدَعْ عَنْكَ نَهْباً صِيحَ فِي حَجَرَاتِه * وَلكِنْ حَدِيثاً مَا حَدِيث الرَّوَاحِلِ يقول: دع النهبَ الذي انتهبه باعث، ولكن حدثني حديثاً عن الرواحل التي ذَهَبْتَ أنت بها ما فَعَلَتْ، ثم قال في هجائه: وأعْجَبَنِي مَشْيُ الْحُزُقَّةِ خَالِدٍ * كَمَشْيِ أتَانٍ حُلِّئَتْ عن مَنَاهِلِ 1403- دَبَّ قَمْلُهُ. مثل يضرب للإنسان إذا سَمِن وحَسُن حالُه. 1404- الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعله. هذا يورى في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال المفضل: أولُ مَنْ قاله اللُّجَيْجُ بن شُنَيف اليربوعي في قصة طويلة ذكرها في كتابه الفاخر. 1405- أَدْرَكَ أَمْراً بِجِنّهِ. أي بِحِدثان عهده وقُرْبه. 1406- دَعِ امْرأً وَمَا اخْتَارَ. يضرب لن لا يقبل وعْظَكَ، يقال: دَعْه واختياره، كما قيل: إذا المرءُ لم يدر ما أمكنه * ولم يأتِ من أمْرِهِ أزْيَنَهْ وأعْجَبَه العجب فاقْتَادَهُ * وتَاهَ به التيهُ فاسْتَحْسَنَهْ فدَعْهُ فقد ساء تَدْبِيرُهُ * سَيَضْحَكُ يَوْماً ويبكي سَنَةْ ونكَّر قوله "امْرَأَ" لأنه أراد بالنكرة العمومَ كقوله تعالى 1407- دَرْدَبَهُ دَرْدَبَةَ العَلُوقِ. وهي التي تمنع ولَدَها رَضَاعَهَا، ودَرْدَبَتُها: عَطْفُها ورَأْمها. 1408- دُرِّي عُقَابُ بلبَنٍ وَأَشْخَابٍ. أشْخَاب: جمع شخب، وهو، ما امتدَّ من اللبن إذا خرج من الضَّرع، وعُقَاب: اسم ناقة، وهذا من أمثال المخنثين، وقد مر في حرف الحاء. 1409- ادْعُ إِلَى طِعَانكَ مَنْ تَدْعُو إِلَى جِفَانِكَ. أي استعمل في حوائجك مَنْ تخصّه بمعروفك. [ص 269] 1410- الدَّلْوُ تَأْتِي الغَرَبَ المَزَلَّة. الغَرَب: مَخْرَج الماء من الحوض، يقول: تأتي الدلو على غير وجهتها، وكان يحب أن تأتي الازاء. وقائل هذا المثل بِسْطَام بن قَيْس أُرِيَهُ في منامه ليلة قتل في صبيحتها، فقال له نقيذ: هلا قلت "ثم تعود باديا مُبْتَلَّة" فتكسر الطيرَةَ عنك. 1411- دَرِّبِ البَهْمَ بالرَّمِّ. أي عَوِّدها الرَّعْيَ تدرب به. يضرب في تأديب الرجل ولدهُ.
|